تصطحب لوحاته الجمهور على متن رحلة فنية لاستكشاف الماضي، إذ تزدان بتدرجات من اللون الرملي وظلال متتالية تبعث معها شعورًا بالحنين إلى الماضي، بيد أن هذا الحنين لا يثير كآبة بل هو محببٌ إلى النفس. ومن خلال توظيف أساليبه الانطباعية الرائعة، يستحضر يوسف أحمد صورًا حية للأحياء والمناظر الطبيعية الهادئة التي تزين فيها المساحات الخضراء الخلابة المنازل الطينية.
إن تيارات الحنين إلى الماضي التي تموج بها لوحات يوسف أحمد ترنو تحقيق هدف أوسع نطاقًا. فتجده يصور بفرشاته بساطة المشهد الحضري، ومن سماكة الصلصال الطيني والتدرجات الداكنة للظلال اللونية يفوح عبق التاريخ وتتفجر أنهار الماضي السحيق. ولا ريب أن لوحاته أضحت تشكل دليلاً يجسد لغة معمارية قطرية ويعكس مختلف الأغراض الحضرية والمجتمعية التي يخدمها هذا النمط من فن العمارة. كذلك تتجاذب هذه اللوحات نزاعات الغوص على أعماق الماضي وعزم على تثقيف الأجيال المقبلة بشأنه.