يُسلط المعرض الضوء على المواقع الأثرية في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط باستخدام تقنيات الوقائع الافتراضية والعرض ثلاثي الأبعاد
(الدوحة – 3 فبراير 2019) وقَّعت متاحف مشيرب، مجموعة البيوت القطرية التاريخية الأربعة في مشيرب قلب الدوحة، شراكة مع سفارة الجمهورية الإيطالية في الدوحة لتنظيم مؤتمر ومعرض أركيوميد ثلاثي الأبعاد ArcheoMed 3D. حيث قام المؤتمر مساء يوم الثلاثاء 5 فبراير 2019 في بيت بن جلمود بمتاحف مشيرب، في حين سيستمر المعرض التفاعلي مفتوحا للجمهور لمدة أربعة أسابيع في بيت الشركة بداية من نفس اليوم.
واستعرض مؤتمر ومعرض أركيوميد نماذج من المواقع الأثرية التي تصنفها هيئة اليونسكو على قائمة التراث العالمي منذ 1978 في منطقتي دول حوض البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية، مستخدما أحدث تقنيات العرض ثلاثي الأبعاد، فضلاً عن تكنولوجيا الوقائع الافتراضية التي ستمكن الزوار من التفاعل مع المواقع الأثرية المختلفة، وذلك للتوعية بأهمية الحفاظ عليها باعتبارها موروثاً ثقافياً مشتركاً لكل الانسانية.
وعلق سعادة السيد باسكوالي سالزانو، سفير الجمهورية الإيطالية لدى دولة قطر قائلاً: “إننا سعداء بالمشاركة في إقامة هذا المعرض في الدوحة، وبالمساهمة في نشر الوعي حول الموروث الثقافي والأثري في دول حوض البحر الأبيض المتوسط والخليج، والتعريف بالتقنيات التي من شأنها أن تسهم في الحفاظ عليه واستحضاره للأجيال القادمة. إن إيطاليا وقطر تتفقان على أن الثقافة والمعرفة ملكا وحقا للجميع ولا يقتصرا على فئة بعينها أو مجموعة دون الأخرى، وهو الأمر الذي يعكسه عدد الدول الممثلة في المعرض. فعلى الرغم من أن الموروث الثقافي هو فعليا جزءا من الماضي إلا أنه خير شاهد على القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعوب في الحاضر وتذكرة للمفاهيم التي يجب أن نحافظ عليها في المستقبل. نتمنى أن تساهم هذه المبادرة في تشجيع الحوار، والتعريف بالثقافات المختلفة المكونة لمنطقة دول البحر الابيض المتوسط، والشرق الأوسط، والخليج.”
ويأتي تنظيم مؤتمر ومعرض أركيوميد ثلاثي الأبعاد دليلاً على التزام متاحف مشيرب بالابتكار والتميُّز في تقديم تجارب تفاعلية تتناول الأمور والقضايا التاريخية بصورة تجذب انتباه أفراد المجتمع.
وقال الدكتور حافظ علي، مدير متاحف مشيرب معلقاً: “إن الشراكات مع المنظمات الدولية خاصة تلك التي تتفق مع رؤيتنا من الأمور التي نسعى إلى تحقيقها دائما في متاحف مشيرب. لذلك فإن العمل مع سفارة الجمهورية الإيطالية في قطر هو بمثابة فرصة أخرى نستطيع أن نستخدمها لإثراء الحوار ما بين الثقافات وللتأكيد على مبادئ التسامح والتفاهم وتقبل الآخر، كما تسعى متاحف مشيرب إلى تقديم ومواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في عرض التاريخ المجتمعي للأجيال الجديدة بمشاركة المنظمات الدولية الراسخة.”
يوفر المعرض مجموعة من المعروضات التثقيفية والتعليمية من خلال تقنيتي الـــــbarcodes والواقع الافتراضي، بحيث يستطيع الزوار استخدام هواتفهم الذكية لمشاهدة نماذج المواقع الأثرية بالعرض ثلاثي الأبعاد، واستحضار كل بيانتهم والمعلومات المتاحة عنهم.
ويغطي المعرض عدداً من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، بدءا من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وتركيا، وحتى وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر ودول الخليج العربي مع التركيز على دولة قطر. وسيكون من بين المواقع الأثرية في المعرض كل من حصن الزبارة في قطر إلى جانب آيايا صوفيا في تركيا، وقلعة الحصن في سوريا، وقصر الجم في تونس.
من جهتها قالت الدكتورة آنا باوليني، مدير مكتب اليونسكو في الدوحة: “إن توثيق الموروث الثقافي عنصر مهم من عناصر إحياء وحفظ المواقع الأثرية، كما إن العرض باستخدام تقنيات العروض ثلاثية الأبعاد يساعدنا على إعادة اكتشاف الشكل الأصلي لهذه المواقع ورؤيتها في صورة حية خلال الحقب الزمنية المتفاوتة. لهذا فإن معرض أركيوميد يعد فرصة مميزة لرؤية هذه الأماكن خلال فترة ازدهار منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.”